Skip to main content

فصائل المقاومة تشيد بموقف العائلات والعشائر في مدينة غزة لرفضها التعاطي مع عروض الاحتلال 

28 أيلول 2025
https://qudsn.co/OIP (5)

غزة - قدس الإخبارية: أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الأحد بموقف العائلات والعشائر في مدينة غزة بعد رفضها القاطع للعروض التي قدّمها جهاز الشاباك الإسرائيلي، والتي تضمنت إغراءات مادية وأمنية مقابل التعاون مع الاحتلال. 

وأكدت الفصائل في بيان رسمي أن هذا الموقف الوطني يوجه صفعة جديدة لمخططات إسرائيل الرامية إلى اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية وتفتيت نسيجها المجتمعي. 

وأوضحت الفصائل أن صلابة العشائر تمثل صمام أمان للمجتمع الفلسطيني وسورًا حصينًا تتحطم عنده كل محاولات العدو لتفكيك وحدة الشعب ومقاومته. كما دعت من انجرّوا خلف الاحتلال أو ارتبطوا به إلى العودة سريعًا إلى حضن شعبهم، مؤكدة أن باب التوبة لا يزال مفتوحًا، ومشددة على ضرورة إعلان البراءة من كل من تورط في الخيانة.

وبحسب تقارير إعلامية، حاول جهاز الشاباك مؤخرًا استقطاب وجهاء من عشيرتي بكر ودغموش في غزة ضمن خطة إسرائيلية لتقسيم القطاع إلى كيانات عشائرية أو جماعات مسلحة بديلة عن حركة حماس. إلا أن الوجهاء رفضوا هذه العروض بشكل قاطع، الأمر الذي تبعه قصف إسرائيلي مباشر لمنازل العائلتين. 

وأفادت المصادر أن القصف أدى إلى مجزرة بحق عائلة دغموش في حي الصبرة جنوب غزة، حيث استشهد ثلاثون فردًا من العائلة، فيما لا يزال نحو عشرين آخرين تحت الأنقاض. كما استهدف الاحتلال منزلًا يعود لعائلة بكر جنوب مخيم الشاطئ، ما أسفر عن استشهاد ستة أفراد وإصابة 11 آخرين بجراح مختلفة.

مروان بكر، مختار عائلة بكر، كشف في تصريح صحفي أن مخابرات الاحتلال تواصلت معه وعرضت عليه البقاء في غزة مقابل التعاون الأمني. وأضاف: "قلت لهم أنتم تقتلون وتشرّدون وتستقدمون العملاء منذ أكثر من مئة عام، ومع ذلك لم نتعاون معكم ولن نتعاون. نحن نموت ولا نخون".

وفي السياق ذاته، شدّد علاء الدين العكلوك، القيادي في التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، على أن الاحتلال حاول استمالة العائلتين لتشكيل ميليشيات تعمل تحت إمرته، لكن الرد كان حاسمًا: “لن نكون أدوات في يد الاحتلال ضد وطننا".

وأوضح العكلوك أن العائلات التي انجرف بعض أبنائها نحو التعاون "تبرأت منهم وعملت على عزلهم"، مشيدًا بمواقف الشعب الفلسطيني التي وصفها بأنها متجذرة في الأرض وراسخة في مسيرة النضال.

هذه المحاولات ليست جديدة. فقد ناقشت "إسرائيل" في بداية الحرب خططًا لتسليح بعض العشائر ضمن مشروع "الفقاعات الإنسانية" الذي روّج له وزير الحرب السابق يوآف غالانت كخيار بديل لحكم حماس. كما أشارت تقارير دولية سابقة إلى مساعٍ إسرائيلية لإقناع بعض العشائر بتولي السلطة في غزة، لكنها قوبلت بالرفض واصطدمت بواقع الالتفاف الشعبي حول المقاومة.

ويرى مراقبون أن رفض العشائر الغزية لهذه العروض يعزز وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المفتوحة على القطاع. 

ويشيرون إلى أن استهداف منازل هذه العائلات بعد رفضها التعاون يعكس مأزق الاحتلال في البحث عن بدائل لسيطرة المقاومة، ويكشف عن إصراره على استخدام القوة العسكرية وسيلة لإضعاف البنية المجتمعية الفلسطينية. 

وتؤكد فصائل المقاومة أن العشائر ستظل الحصن المنيع أمام كل محاولات الاختراق، وأن استهدافها المتكرر من قبل الاحتلال لن يزيدها إلا صلابة، فيما يبقى الرهان على وحدة الشعب الفلسطيني كخط الدفاع الأول في مواجهة العدوان.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا